سنة ما بعد داعش

أحد, 08/21/2016 - 23:01

السنة أقرب تعريف لهم أنهم : «كل ما أثر عن النبي (ًص )من قول أو فعل أو تقرير أو سيرة أو صفة خَلقية أو خُلقية, سواء أكان ذلك قبل البعثة أم بعدها». وعلى الرغم ان كلامنا لاينصب في معرفة تاريخ السنة والاحداث الزمنية لهم لكن سيكون جل كلامنا عن سنة العراق والعقود التي عاشوها لنعد قليلاً الى القرن الماضي والتي لم يكن العراق يعرف شيئا أسمه سنة وشيعة ولم يكن احداً يبالي كثيراً بهذه المسميات- لكن بمجئ صدام حسين الى الحكم تغيرت الاحوال قليلاً اصبحت الطائفة الاخرى تشعر بأن هناك تحيزاً وتظلما في الحكم وأن صدام حاربهم بكافة الاساليب لذا اصبح البعض يعتبر فترة حكم صدام حسين فترة حكم سنياً بحتاً لكنهم غاب عنهم أن صدام لم يكن طائفيا ولا يعير اي اهتمام للطائفة بل أعتمد كليا على نظام العائلة الواحدة المغلقة نظام الفرد الواحد المتسلط على رقاب الجميع (وهذا ماعترف به صدام شخصيا في أحدى محاكماته عندما قال انا المسوؤل الاول والاخير عن كل القرارات التي اتخذت في فترة حكمي)- كان اي شخص يقف بوجه صدام حسين مصيره الموت المحتم هو وعائلته –ولاننسى مئات الضباط والقادة السنة الذين اعدمهم صدام بدم بارد لا لسبب سوى وقوفهم ضد الكثير من القرارات الارتجالية الخاطئة التي كلفت العراق الكثير من الارواح والدماء ومنهم من ينتمي الى عشيرة صدام نفسه-
وبعد سقوط بغداد وتولت زمام الامور الطائفة الثانية (الشيعة ) الكل أستبشر خيراً ظناً منهم ان العراق سيتطور وخاصة المحافظات الجنوبية التي عانت من الفقر والتهميش في زمن صدام لذا حلم الشيعة بأن تمسي البصرة كدبي أما السنة اصبحو أمام حالة من الضبابية بين مرحب بالاحتلال للخلاص من نظام صدام وبين متفرج وبين من رفع السلاح بوجه المحتل ولم يكن لدى السنة مرجعية واحدة او موحدة فكلا يفتي بقناعته – مما ادى الى تشظي قوة السنة ووحدتهم – وبرزت في هذه الفترة هيئة علماء المسلمين فلم يجد السنة مفر سوى مباركة هذه الهيئة لانهم لم يجدو غيرها في الساحة وبعد الانتخابات الاولية دعت الهيئة لعدم المشاركة بالانتخابات بحجة انها غير قانونية وبأمر وأشراف المحتل فلم يشارك فيها السنة بفعالية وبهذا ضعف دور السنة وهمشوا نوعا ما في المشاركة في ادارة الدولة ودفعوا الثمن الغالي لذلك الصدود-وفي الانتخابات التالية شارك السنة فيها بزخم اكبر وأنتخبوا عدد من الشخصيات العابرة للطائفية في تلك الفترة وعلى رأسها قائمة اياد علاوي الذي كان محط أعجاب وأحترام الكثير من السنة وبرز ايضاً الحزب الاسلامي بالساحة ليكون المنافس امام قائمة اياد علاوي وأستبشروا السنة خيراً بالقادم من الايام ولكن ماكل مايتمناه المرءيدركه .
فلقد بدا واضحا للعيان ان من رشح ليمثل السنة أصبح همه فيما بعد المصلحة الشخصية والعائلية للكثير من ممثلي السنة في السلطة التشريعية والتنفيذية وذهبت احلام وطموحات الجماهير بالامن والامان والعيش الرغيد ادراج الرياح –وبدات التنظيمات المسلحة المقاومة والارهابية تقرأ ذلك الغبن بصورة صحيحة وبدات تسخر ذالك الغبن لاهل السنة لمصلحتها من اجل العصيان والتمرد على الدولة-ونتيجة الاخطاء المتكررة لمن حكم العراق في هذه الفترة من خلال اهمال السنة ومناطقهم وتهميشهم ونعتهم بالارهاب تارة وبازلام صدام والبعث تارة اخرى وجدت الارض الرخوة والخصبة لتلك التنظيمات لاحتضان ابناء تلك المناطق في تلك التنظيمات بدلا من احتظانهم من قبل الدولة الام-وبغياب واضح لممثلي تلك المناطق في النزول الى الجماهير ومحاولة فهم مايريدون وحل مشاكلهم البسيطة قبل ان تستفحل وتنقلب الى وبالا على الجميع وظهراذلك جليا في اول اختبار عندما تمكنت التنظيمات الارهابية من الدخول الى تلك المناطق والسيطرة عليها بكل سهولة بعد هزيمة القطعات التي من المفروض انها وجدت لحماية تلك المدن ولكن لضعف الانتماء الى الوطن لدى الجميع سقطت تلك المدن ذات الاغلبية السنية بفضيحة مدوية لن تمحى من الذاكرة بسهولة-واستطاع داعش من السيطرة على تلك المدن بسهولة نتيجة لنقم اهالي تلك المناطق على أصحاب القرار في بغداد وعدم ثقتهم بمن يمثلهم في الحكم-وبعد ماحصل من تدمير لمدنهم نتيجة معارك التحرير لتلك المدن من داعش وتدمير البنية التحتية نتيجة الاحتلال لسنتين وافتقارتلك المدن لاي عمليات اعمار طيلة تلك الفترة والتهجير الداخلي والخارجي الذي عانى منه ابناء تلك المناطق يامل ابناء الطائفة السنية بتغير تلك الوجوه الكالحة التي لم تاتي باي خير لهم بوجوه جديدة نزيهة وقادرة على اعادة الحقوق التي اخذت منهم في السابق وباعادة اعمار مدنهم من جديد وبان يكونوا خير ممثلين لابناء السنة .
ما بعد داعش هل سيكونون غير السنة الذي عهدناهم في الفترات السابقة كان رأي الشيخ عبدالرحمن العلي الزوبعي رئيس مجلس شيوخ عشائر الفلوجة الذي قال :ان هناك تغيرات ستحدث بعد داعش منها الوجوه السياسيه والنظرة الى رجال الدين والى الطبقة المتنفذة والناس ترى بان جزء كبير مما حدث سببه اجندات خارجية وداخلية  تتحملها الطبقه السياسية الحالية والمتنفذين من السنة ولذلك لابد من تغيير هذه الوجوه وبروز شخصيات قادره ان تمثل اهلها وان تكون حريصة في الدفاع عن حقوقهم- والمساهمه في بناء البلد من جديد لاعادة هيبة الدولة وموؤسساتها الفاعلة بعد ان ضاع البلد وضاعت هوية العراق الجديد وبدا الاستقطاب الطائفي والعرقي ياخذ ابعاد جديدة قد تصل بنا لحد الاقتتال واعتقد اننا نقترب الى نقطة اللاعودة حينها سيندم الجميع.
بينما كان راي الاستاذ قاهر مطر عباس (مدير علاقات الديوان ) مختلفا بعض الشي عندما قال : ان داعش هي التي بعثت لتقتل ابناء السنة وتخرب جميع المناطق والجهات اغلبنا يعرف بان السنة ضحية لكل مخططات التقسيم في العراق واتوقع ان السنة بعد خروج داعش ستشهد مناطقهم انتقاما متبادلا ونزاعات عشائرية في المناطق السنية قد لاتنتهي بسهولة بسبب انخراط بعض الجهلة من ابناء العشائر في المحافظة الواحدة في صفوف داعش الذي سفك الدماء وخرب الديار وحرق الاخضر واليابس لاقامة الدولة الا اسلامية واغلب المنخرطين معروفين من قبل عشائرهم لذا بعد اندحار داعش سيصبح الثار مألوف في المناطق السنية :
وبرايك الحل لمنع تلك المواجهات مرة أخرى بين العشائر ؟؟
: نأمل خيرا بوجود العقلاء من شيوخنا الافاضل والاعلام الايجابي له تاثير ايضا في جمع الشيوخ الذين يريدون مصلحة العراق مثلما حصل في صلاح الدين عندما قام الدكتور الهميم وعقد صلح واتفاق بين عشائر صلاح الدين.
بينما أكد الاستاذ غفار عفراوي رئيس وكالة ناس الاخبارية : ان الشعب العراقي بأطيافه كافة قد فهم اللعبة ،وعرف ان السياسة والساسة المتصدين للعمل الحكومي اغلبهم لا يملكون ادنى درجات الوطنية او التضحية في سبيل الوطن والمواطن ، وبالتالي فان المرحلة القادمة ستكون حافلة بالتغييرات وسينتهي دور الكثير من الطائفيين الذين كانوا السبب الرئيس في مأسي ملايين النازحين وآلآف الضحايا من ايتام وارامل وثكالى.
وهذا ما نتمناه ان تعود الصحوة الى جميع وينتهي دور الطائفيين وكان لنا لقاء مع احد النازحين الذين اضناهم التشرد والنزوح والذي رفض ذكر اسم قال : ان الخاسرالوحيد في هذا الذي يحدث هم السنة الفقراء فاغلب الميسوري الحال منهم قد سافر او هاجر والبعض الاخر اخذ مناصب مرموقة في الحكم ولايابه بأي شي اما نحن السنة الفقراء اصبحنا مستهدفين من الجميع وجميع القادة السنة لهم الفضل بتشردنا ونزوحنا وموتنا في العراء والمصيبة اننا نسمع (بأتحاد القوى السنية) فمن الذي فوضهم ليكونوا رؤوساءا علينا ؟ من هم ؟وماذا فعلوا لنا ؟لم يعد لدينا سوى الاقليم السني أو انتظار فرج من الله عز وجل –
اختلفت اراء الجميع في تحديد مصير السنة بعد داعش والكل اصبح يرى اها من وجه نظرة هو فيما قال الاستاذ نوفل الجميلي ناشط بالشان السياسي أن “كلا الطائفتين عندما حكموا العراق قادوا البلاد الى الخراب لذا لم يعد ينفع استمرارهم في سدة الحكم ويجب البدء اولاً بغسل الفكر التكفيري من خلال مراكز لدورات تثقيفية تسهتدف كل المحافظات التي احتلها داعش وبعدها أعادة البنى التحتية والمصالحة العشائرية وفق السلم المجتمعي واعادة بناء وتنظيم وهيكلة القوات الامنية في المحافظات التي احتلها داعش سابقا كما يجب استحداث مراكز متخصصة في مراكز الشرطة واجهزة الاعتقال الاخرى وفتح مركز لتغير الفكر المتطرف في السجون بدراسة منهاج متخصصة0 اعادة بناء الواجهة السياسية بعد اقرار قانون الاحزاب لان بسبب الكتل السياسية وشعاراتهم التي هدمت المنظومة القيمية للعمل السياسي بااتجاه خلق فوضى من اجل المكاسب والكراسي والمال سلموا محافظتنا لو ان الافكار التي طرحها الاستاذ نوفل اخذت وطبقت على ارض الواقع لتغيرت كثير من الامور لكن يكفي ان نقول شئيا واحد ان كلا الطائفتين قد فشلو في حكم العراق وبجدارة تامة؟؟؟ تمت

بقلم : أنتخاب عدنان القيسي
 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف