يا سكان الأرض احذروا مما قد يخرج من بيوتكم

أربعاء, 05/24/2017 - 23:07

قد يستغرب بعضهم من عنوان هذه السطور وقد يتصوره إنه أمر مبالغ فيه, لكن هذا التحذير حقيقة وواقع يجب الإلتفات إليه وأخذه بنظر الإعتبار ووضعه في الحسبان, وللدخول إلى صلب هذا التحذير نعطي مثالاً لما حصل في يوم 22 مايو 2017 م من تفجيرات هزت مدينة مانشستر البريطانية راح ضحيته العشرات معظمهم من الأطفال بحسب وكالات إخبارية عالمية, السؤال المهم هنا من أين جاء المنفذ لتلك العملية الإرهابية ؟ هل نزل من أقطار السماء ونفذ تلك العملية وبعد ذلك غاص في تخوم الأرض ؟ أم إنه مواطن بريطاني أو تربى في بريطانيا منذ سنين بحيث صار يمشي ويتحرك بدون أي شبهة عليه, وكذلك هناك من قدم له يد العون والمساعدة في تنفيذ تلك العملية, وهذا الأمر ليس محصوراً في دولة دون أخرى خصوصاً وأن هناك آلاف الخلايا النائمة في الدول أجمعها وكلها تخضع أو خضعت للتهديد بمثل تلك العملية.
قد يقول أحدهم إن منفذي العمليات الإرهابية هم من العرب الوافدين لأوربا أو أي دول أخرى, نقول له وما ذا يعني لك وجود العشرات بل المئات والآلاف من عناصر تنظيم داعش الذين هم بالأساس من أصول أوربية وأميركية وغيرها ممن إلتحق بهذا التنظيم في العراق وسوريا فما بالك بأعداد الخلايا النائمة من مثل هؤلاء ؟ ما نريد أن نصل إليه ونقوله هو إن الفكر الداعشي الإرهابي فكر مؤثر في الشارع العربي والإسلامي وغير الإسلامي وما وضحناه من التحاق عناصر أروبية – من النساء والرجل - خير شاهد, وهذا الفكر وهذا المنهج لا يمكن القضاء عليه من خلال الحروب العسكرية والإقتصادية لأنه فكر وعقيدة والمال والعناصر هي مجرد مقومات قد تقويه بكثرتها أو يضعف بسبب قلتها لكنه يبقى موجوداً وله تأثيره في المجتمع, لذلك نقول بما إن الإرهاب قائم على أساس فكر وعقيدة فيجب أن تكون الحرب ضده فكرية وعقائدية بالأساس أي حرب تجفيف المنبع الفكري للإرهاب ومن ثم تكون هناك حرب عسكرية ومالية لتكون الحرب مكتملة المقومات.
وبما إن الإرهاب قضيته الأساسية هي قضية فكرية فهذا يعني أن رموز وقادة الإرهاب يعتمدون على إشاعة ثقافتهم وفكرهم وعقيدتهم بين الناس من خلال العديد من الوسائل ومنها وأبرزها وسائل التواصل الإجتماعي وغيرها من وسائل إعلامية وتثقيفية أخرى, والآن الجميع وحتى الأطفال يملكون وسائل اتصال و انترنت ولا يكاد أن يخلوا منزلاً منها فما هو الضامن بأن لا يكون أحد أفراد هذه الأسرة أو تلك أو هذه الأسرة أو تلك لم تنتمِ لهذا التنظيم ولو على النحو العقائدي ؟! وبما أن الحرب العسكرية على الإرهاب الآن محصورة في الشرق الأوسط وتحديداً في سوريا والعراق, الأمر الذي فسح المجال أمام هذا التنظيم الإرهابي بأن يقوم بحملات تثقيفية لجذب العديد من العناصر في الدول الأخرى وجعلهم كخلايا نائمة يحركها متى يشاء ويمارس من خلالها ورقة ضغط على الدول ولأجل الحصول على أموال وغيرها من أمور أخرى وما حصل في مانشستر خير شاهد – نحن نذكر هذه الحادثة لقربها الزمني - ومن هذا المنطلق نحذر ونقول ونطرح ما طرحه رجل الدين الصرخي في المحاضرة الرابعة والأربعون من بحث " وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري " حيث قال :
{{... كل الحلول فاشلة، يُقطع قرن وتخرج قرون عليكم، يخرجون لكم من بيوتكم ومن تحت بيوتكم، إذا لم تُستأصل هذه الغدّة فكريًا وعقائديًا ومن أساسها ومن أصولها وجذورها تستأصل، لا تتم أي معالجة عسكرية إذا لم تُدعم وتُقرن بالمعالجة الفكرية العقدية ...}}.
فالفكر الإرهابي استطاع أن يخترق الكثير من الحجب وصار له أتباع يعملون ليل نهار على توسيع رقعة انتشار عناصرهم في العالم خصوصاً بعدما أصبح عليهم ضغط كبير من الجانب العسكري من أجل سد النقص الحاصل في العدة والعدد والأموال وبما إنهم يملكون العقيدة والفكر فهذا يدفع بهم لتجنيد الناس فكرياً لصالحهم, لذلك يجب القضاء على هذا الفكر التكفيري الإرهابي من الجذور ومن الأساس من خلال الحرب الفكرية العقائدية.
 
بقلم :: احمد الملا

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف