تناقض ونفاق اصحاب العقل الجمعي

جمعة, 10/20/2017 - 17:27
سامر محمد

هناك فوارق كبيرة وجذرية بين العقل الجمعي من جهة والعقل الواعي من جهة اخرى ..
فالعقل الجمعي يمتاز صاحبه بانه مجرد فرد متلقي لا اكثر ولا اقل ... ياخذ المعلومة جاهزة عن غيره بدون اي تفحص ومراجعة وبدون عرضها على العقل .
اعتماده في هذا التلقي على عدة حيثيات قد يكون العامل الاجتماعي للمتلقي عنه هو ابرز ما في الامر حيث يمتاز العامل الاجتماعي بتاثيره الاوسع مقارنة مع غيره من عوامل ...كالمال والسلطة .رغم تاثير العاملين الاخيرين لكن ليس بتلك الشمولية التي يمتاز بها العامل الاجتماعي .
ويمتاز العقل الجمعي غالبا بالتناقض حيث سرعان مايغير صاحب العقل الجمعي رايه بين ليلة وضحاها دون ان يعرف هو نفسه السبب المنطقي وراء ذلك .
اما ثبات مبادىء العقل الواعي فيكلفه كثيرا ... حيث يتعرض في معظم الاحيان الى انتقادات لاذعة من افراد المجتمع وحينما يفرض الواقع اتباع راي صاحب العقل الواعي سوف ينسى اتباع العقل الجمعي انهم في يوم من الايام كانوا ينتقدون هذا الراي اشد انتقاد وينعتونه باشد النعوت واسوء الاوصاف .
ايضا اصحاب العقل الجمعي اذا طرحت مسالة فكرية فانهم يستعجلون الحكم على هذه المسالة وفق قناعاتهم المسبقة ... ولايكلفون انفسهم بتقصي الحقائق بصورة منطقية ... لانهم ببساطة لايريدون البتة استخدام المنطق في التحقق من الامور .فالمنطق يكلفهم هجوم المجتمع عليهم وانقطاع علاقاتهم ومصالحهم معه .. والتقليل من قيمتهم في نظر المجتمع وتاليب الناس ضدهم وبالتالي ان يصبحوا من الفئة التي (صبأت) كما كان يعبر عن الشخص الذي يخالف دين قريش ويتبع الاسلام ...
اصحاب العقل الجمعي لايهمهم دين او شرف او مبدأ ولا يهمهم رضى الله بقدر مايهمهم رضا الالهة الاجتماعية التي تحيط بهم .... ولذا تجد هؤلاء دائما يغيرون عقائدهم حسب الشائع والمتداول من حولهم .. حتى لربما يصل الامر الى تغيير مذهبهم او دينهم او اخلاقهم او تقاليدهم ..
وهم يجدون المبررات لما يفعلونه طريقتهم في ذلك هو لبس الحق بالباطل بطريقة تثير الاشمئزاز ... لانهم بعد فترة وجيزة تجدهم ينتقدون هذه الطريقة في التفكير ويصفونها بالنفاق متناسين انها كانت ديدنهم وعلامة بارزة تميزهم ...
ورمزهم الدائم الذي يكون شبيههم في تلك الطريقة حيث يسير في فلك المجتمع وفي نطاق الظروف السائدة واذا ماخالفهم تحول من رمز لهم الى شخص مهان ومحتقر وسفيه واحمق وووووووالخ اي انهم يريدون ان يكون الرمز الذي يقودهم مقاد من قبلهم وليس قائدا او موجها لهم .
باختصار شديد ان اتباع العقل الجمعي هم اناس يسيرون خلف الغرائز الاجتماعية وياليتهم ساروا خلف غرائزهم الحيوانية لكسبوا لهو الحياة الدنيا بدل ان يكونوا بافعالهم تلك من (الاخسرين اعمالا) فيخسرون الدارين .
نجد هذا المبدأ واتباعه يتضح جليا فيما اشار اليه
المرجع الديني السيد الصرخي الحسني خلال محاضرته الـ 45 من بحثه (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) والتي القاها مساء يوم الثلاثاء 26 شعبان 1438هـ 23 - 5 - 2017م .
وقال السيد الاستاذ : (( هذا هو الابتلاء الذي ابتلي به المسلمون، يُستغل الدين ويُوظّف ‏ويُؤدلج لصالح ‏المنافع والمكاسب والأموال والسلطة والجاه، منذ الدولة الأمويّة وتسلّط ‏معاوية، فأصبح الدين ‏آلة ووسيلة لفساد وإجرام وسرقة وإفساد الحاكم، وبعد هذا قفلوا ‏وحجّروا العقول كما هو ‏المنهج التيميّ الآن، لاحظ: ملك التتار كشلي خان عنده أخلاقيات ‏الحرب والمعركة فيستحي ‏ويخجل أمام الناس والأتباع من الغدر وفعل اللصوص فهو قائد ‏وسلطان وله خصوصيّة ‏وأخلاقيات ورجولة وكرامة وبطولة وشجاعة لكن كلّ هذه مفقودة ‏عند سلاطين المسلمين!! ‏لماذا؟ لآنّ عقول الناس قد حُجّرت، فقد حَجّر عليها ابن تيميّة ‏والمنهج التيميّ فكل الأفعال ‏المنافية للشرع والأخلاق والإنسانية تكون مبررة ومشرعنة ‏ومفخرة وكرامة لفاعلها!!! لا ‏يوجد عندهم ضابطة، الآن كل ما يفعله الدواعش المارقة هو ‏مقبول وممدوح وواجب من ‏مشايخ المسلمين المدلّسة أتباع ابن تيميّة، لكن فقط عندما تمسّهم ‏النار ويحصل فيهم القتل ‏يكون عندهم ردة فعل محدودة تجاه الجريمة التي تقع عليهم!!)) ‏

بقلم : سامر محمد

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف