التوحيد يحقن الدماء لا يسفكها

خميس, 06/16/2016 - 22:43

ختم الله سبحانه وتعالى رسالاته السماوية بالرسالة التي حملها رسول الإنسانية محمد "صلى الله عليه وآله وسلم " لأنها تمثل ذروة ما وصل إليه العقل البشري من رقي وتكامل متمثلاً بشخص النبي الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم " ومن مميزات هذه الشخصية العظيمة التي تجسدت فيها كل معاني الإنسانية, إنها تريد سلامة الإنسان وحفظ كرامته, وقدمت له الطريقة والآلية لذلك, فكان كل من يقول " لا اله إلا الله " آمن على نفسه وعرضه وماله.
لكن المحنة التي تعرضت لها هذه الرسالة عندما إتخذ منها الجبابرة والطغاة والمردة جلبابا للظلم والقتل والفساد باسم الدين وشريعة سيد المرسلين " صلى الله عليه وآله وسلم " فبات التكفير منهجاً يسير عليه هؤلاء الفراعنة والجبابرة, فكل من إختلف معهم في الرأي أصبح دمه مباحا, فإبتعدوا عن هذه الكلية " قول لا إله إلا الله " التي تُحقن فيها الدماء, وتحولوا إلى وحوش كاسرة متعطشة للدم تحت عنوان الإسلام.
ولنا في العراق وما يحصل فيه خير مثال, فتنظيم داعش الإرهابي " منتحل التسنن" الذي يدعي الإقتداء بسيرة الأنبياء والصالحين وبسنة النبي الخاتم " صلى الله عليه وآله وسلم " وبسيرة الخلفاء رضي الله عنهم والصحابة الأجلاء, أخذ يقتل ويذبح بالمسلمين, وبكل من ينطق الشهادتين التي فيها حقن للدم, مبتعدين عن سيرة الأنبياء والرسل والصالحين, مبتعدين عن قيم الرسالات السماوية والرسالة الخاتمة, ويقابلهم بذلك المليشيات الإجرامية " منتحلة التشيع " حيث تمارس القتل والتهجير والترويع بحق كل من ينطق الشهادتين, لتبتعد عن المنهج القويم الذي خطه النبي والخاتم وآل بيته " عليهم السلام أجمعين " !!.
حتى جعلت تلك الوحوش الكاسرة التي تسترت بالدين وبالإسلام جعلت من الإسلام ذريعة لها للقتل وسفك الدماء والتكفير, وكأنهم في قلوب الناس !! ويحاسبون على الظن والشك والشبهة؟ يقول المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني في المحاضرة الاولى ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) ضمن سلسة محاضرات " تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي "
((كل إنسان حسب مستواه الفكري والعقلي والنفسي والإجتماعي وحسب ما وصله ويصله من دليل ، والمهم أن تجمعنا كلمة التوحيد ، التي تُحقن بها الدماء وتُحفظ بها النفوس والأموال والأعراض فبالإسلام يكون كل المسلم على المسلم حراما ، دمه وعرضه وماله ، قال رسول صلى عليه وآله وسلم : المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا ( ويشير إلى صدره سلام الله عليه ثلاث مرات ) يقول التقوى هاهنا التقوى هاهنا التقوى ها هنا ، أنت عليك بالظاهر لا تأتي وتتحدث عما في داخل الإنسان عما في قلب الإنسان عما في فكر الإنسان وتحاسب وتعاقب الإنسان وتكفِّر الإنسان وتقتل الإنسان وتبيح الدماء والأعراض عما في قلب الإنسان ، هذا المنهج وهذا التكفير وهذا القتل والتقتيل ، هذا هو السلوك اليومي الذي يحصل الان في العراق و في الشام و في أماكن أخرى ، هذا هو الذي يحصل الآن ، على ما في قلبك حتى لو أقسمت وحتى لو أتيت بمئة بينة وألف بينة على خلاف ما يتهمك المقابل فإنه يركبه العناد والتعصب فينفِّذ ما يعتقد به ويسفك الدماء ويهتك الأعراض, إذن يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم " المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايخذله ولا يحقره التقوى هاهنا ( في القلب في الصدر ) التقوى هاهنا التقوى هاهنا التقوى هاهنا " أيضاً النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكمل الكلام " بحسب إمرئٍ من الشرِ أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " )).

مها محمد البياتي
 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف