موريتانيا الدولة التي أرغب بزيارتها

سبت, 06/09/2018 - 04:03
م.د. نزار الحرباوي – اسطنبول

قد يستغرب البعض حين يقرأ هذا العنوان من شخص طاف العالم وتجول في العديد من الدول في قاراته المختلفة ، ولكنها الحقيقة التي أسعد بالتعبير عنها ، لكونها تلامس جزءاً من الميول الذاتية لدي ، فبلاد عالمنا العربي ثرية بالثقافات ، وغنية بالموارد والطبائع ومجالات التفاعل البشري ، وكلما توسع الإنسان في معرفة هذه الثقافات والطبائع البشرية كلما زاد رصيد الوعي لديه بالواقع والحال العام .

 

بعد سلسلة من الزيارات التي سعدت من خلالها بزوار مؤسستنا من الأصدقاء والمستثمرين من موريتانيا ، وبعد سلسلة من المجالات التواصلية مع عدد من الزملاء الإعلاميين في عدد من المؤسسات والشركات الإعلامية في هذه الجمهورية المجهولة لدى كثير من الناس، زادت هذه الرغبة لدي بالتعرف إلى طبيعة هذه البلاد ، والتواصل مع المؤسسات الناشطة فيها برغم معرفتي بكون هذه البلاد ليست من البلاد المتقدمة في مجالات التكنولوجيا والمواقع السياحية والبنية التحتية ، إلا أن من التقيت بهم ومن تفاعلت معهم من رجال الأعمال ورجال الإعلام قد شكلوا حافزاً إيجابياً لدي للتعرف على هذه الجمهورية ومؤسساتها الفاعلة .

 

طبع الإنسان المتحرك ، وسلوكه في المجتمع وخارج مجتمعه ، وسلوكه أثناء تعامله مع الناس في البيئات والمجتمعات الأخرى يجعل منه سفيراً لبلده ، ينقل لغتها ولهجاتها وثقافتها وأسلوب ونمط العيش والتعايش ، وما وجدته في الأصدقاء من الإعلاميين ورجال الأعمال والساسة الموريتانيين الذين تشرفت بالتعرف بهم خلال الفترة الوجيزة الماضية بينت لي ما فاتني من خير بتأخر زيارتي لهذا البلد العربي الرائد.

 

الأريحية التي يتحدث بها أهل البلاد عن بلادهم ، بلاد القرآن والحفاظ، بلاد الفرص الاستثمارية ، بلاد الطبيعة الرائعة ، بلاد الذهب والثروة السمكية والثروات الباطنية غير المكتشفة ، والبلاد التي يعيش فيها الإنسان حياته ببساطة وود، ولا زالت فيه التقاليد الاجتماعية الطيبة سائدة بين الأهل والخلان، كلها تشكل عوامل جذب حقيقية ، جذب للمستثمر ، وجذب للإعلامي والأديب الباحث عن الإنسانية ، وفرصة حقيقية للتعرف على ثقافة جديدة بعيداً عن صخب الحياة وضغوط العمل وأزمات الحياة العاصفة .

 

الأمر الذي أثار لدي الاستغراب فعلاً ؛ هو وجود كمّ كبير وفاعل من المواقع والمؤسسات الإعلامية الموريتانية الفاعلة على اختلاف توجهاتها السياسية والمعرفية والثقافية ، هذه المؤسسات المتعددة التي تعد بالمئات وتستقطب الجمهور من خلال منصات تفاعل تهمهم وتتفاعل مع رغباتهم وتوجهاتهم؛ تمثل حالة من التميز الفعلي في الساحة الموريتانية التي تعرفت إليها لغاية الآن عبر الحديث المباشر مع أهلها خارج ديارهم، ومن خلال الاحتكاك الإعلامي مع الزملاء الأعزاء على منصات التفاعل الإعلامي سواء من خلال مؤسسة العلاقات العامة الدولية التي أشرف عليها " سمارت فيوتشر " ومنصاتها الإعلامية التفاعلية ، أو من خلال المراسلات مع المؤسسات الإعلامية الموريتانية الناضجة .

 

وبعد سلسلة البرامج التي قدمتها على عدد غير قليل من القنوات الفضائية العربية والتركية ، بات الشوق يدفعني بالفعل لاستكشاف الشمال الإفريقي الرابط بين عدد من الثقافات والهويات المعرفية مع بلاد لا زالت فيها قيمة الطهر القديم باقية ومتأصلة ، حتى ولو رأى كثير من الناس أن التوجه لأوروبا أو قارات العالم الأخرى وبلاده أجدى ، إلا أن موريتانيا بطبيعتها وإنسانها وقيمها تمثل كنزاً حقيقياً يستحق الاكتشاف بالفعل، ومع أن زيارتي لها ألغيت عدة مرات بفعل ضغط برامج العمل والزيارات الخارجية لدي؛ إلا أن الحلم بزيارتها لا زال يتملكني ، ولا زلت عازماً على دخول التحدي بزيارتها في أقرب فرصة سانحة .

م.د. نزار الحرباوي – اسطنبول

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف