في ظل تضارب الروايات.. هل قتل الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول؟

جمعة, 10/05/2018 - 19:50
الصحفي جمال خاشقجي

لم تسفر جهود رسمية بين الرياض وأنقرة عن كشف مصير خاشقجي، بل يتبنى كل منهما رواية مناقضة للآخر، ما عزز التكهنات بوجود سيناريو ثالث يتوقع مقتل الصحفي السعودي.

تصاعدت التكهنات خلال الساعات القليلة الماضية، بشأن فرضية أن الإعلامي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، قد قتل في مدينة إسطنبول التركية، في سيناريو مفاجئ لاختفاء خاشقجي وانقطاع الاتصال به منذ دخوله قنصلية بلاده، يوم الثلاثاء الماضي.

ولم تسفر جهود رسمية بين الرياض وأنقرة منذ يوم الثلاثاء، عن كشف مصير خاشقجي، لا بل يتبنى كل منهما رواية مناقضة للآخر، ما عزز التكهنات بوجود سيناريو ثالث يتوقع مقتل الصحفي السعودي في المدينة الشاسعة.

ويتبنى إعلاميون وكتاب ومدونون سعوديون وعرب، سيناريو مقتل خاشقجي في مدينة إسطنبول، ويربطونه بعملية تصفية للإعلامي السعودي لمنعه من العودة لبلاده، بعد أن أبدى رغبة بذلك على حد قول البعض منهم.

ويتفق ذلك السيناريو في جزء منه، مع الرواية الرسمية السعودية التي تقول إن خاشقجي دخل قنصلية بلاده الواقعة في الشطر الأوروبي من مدينة إسطنبول، وغادرها بعد ذلك بوقت قصير، دون أن تشير لكونه قد تعرض للاختطاف أو القتل في المدينة.

وقال المدون والكاتب السعودي المعروف، منذر آل الشيخ مبارك، في تغريدة مثيرة للجدل على حسابه في موقع “تويتر” “لن يسمح لأي هارب بالعودة إلى وطنه حيًا فهناك من يلبس ثوب الصديق ويخشى أن يفتضح أمره، تصفية كل من يحاول التطهر من الحزبية عادة قديمة !! #تدل_دربها”.

وكان المدون السعودي يتحدث ضمن تفاعله مع نقاش أوسع يدور في موقع “تويتر” حول سيناريو مقتل خاشقجي في مدينة إسطنبول، ويتهم أطرافًا تركية بالوقوف خلفه بعد أن انهالت الاتهامات في الفترة التي أعقبت الكشف عن اختفاء خاشقجي على بلاده السعودية.

ولم تقتصر تلك التكهنات على تدوينات مواقع التواصل الاجتماعي، فقد لمح الصحفي السعودي المقيم في لندن، عضوان الأحمري، لإمكانية حدوث ذلك السيناريو خلال نقاش مع الكاتب التركي يوسف كاتب أوغلو استضافته قناة فرنسية.

وقال الأحمري، إن إسطنبول مدينة غير آمنة وحدث فيها كثير من الاغتيالات والاعتقالات، مستشهدًا بعدد من الحوادث، ومشيرًا لكون مناوئين سعوديين لبلادهم غادروا في الماضي إسطنبول واتجهوا إلى كندا؛ لعدم توفر الأمان لهم في المدينة التركية.

واختار الكاتب السعودي خالد المطرفي، التحليل بشكل أكثر تفصيلًا لسيناريو مقتل خاشقجي، وقال “اختفاء #جمال_خاشقجي ؟! يعيد إلى الأذهان السعودي محمد المفرح الذي توفي في #تركيا في ظروف غامضة ( وكان يتزعم مايعرف بحزب الأمة الإخواني ) عندما بدأ يُلمح أنه سيعود للمملكة، كتلميحات #خاشقجي الأخيرة!”.

وكتب المحامي الكويتي سعود مطلق السبيعي، عددًا من التساؤلات التي تدعم سيناريو مقتل خاشقجي قائلًا: “#اختطاف_جمال_خاشقجي، هل قابل خاشقجي فتح الله غولن في أمريكا مما أغضب أنقرة؟ هل خطيبته التركية عنصر استخبارات تتجسس عليه؟ هل أدرك جمال بالخطر بعد تهديد إسماعيل باشا، وهو أحد رجال أردوغان المقربين ومن ثم أدرك أنه سيعتقل؟ هل لجأ لقنصلية بلاده لتحميه؟ أم خطفه رجال إسماعيل باشا قبل وصولها؟.

ودعم المحلل السياسي الكويتي، مشعل النامي، ارتباط اختفاء خاشقجي بتركيا وليس بالسعودية، ويقول “كل الادعاءات التي تدور حول اختفاء جمال خاشقجي مصدرها (خطيبته) فهي فقط التي رأته يدخل للقنصلية وهي فقط التي افتقدته وأعلنت اختفائه..ألا يفترض أن تكون هي أول شخص يشتبه به ؟؟”.

وتبقى تلك التكهنات غير مؤكدة، لكنها تكتسب مزيدًا من المؤيدين مع مرور مزيدٍ من الوقت على اختفاء خاشقجي، بينما تستمر الرياض وأنقرة بالتمسك بروايتهما المتناقضتين عن مكان وجوده، سواء خارج القنصلية أو داخلها.

وكانت امرأة تدعى خديجة، هي من أثارت قضية اختفاء خاشقجي بعدما أبلغت السلطات الأمنية باختفائه بعد دخوله للقنصلية بهدف استخراج أوراق رسمية تثبت تطليقه لزوجته في السعودية، بهدف الزواج بها بعد خطبتهما، إذ لا يسمح القانون التركي بتعدد الزوجات.

وشغل خاشقجي في الماضي مناصب إعلامية كبيرة بينها رئاسة تحرير صحيفة “الوطن” السعودية، وقناة “العرب” الإخبارية المملوكة لرجل الأعمال الأمير الوليد بن طلال، وكان مقربًا من سلطات بلاده قبل أن تتبرأ من تصريحاته وتحليلاته السياسية في العامين الأخيرين، ويغادر هو البلاد ويبدأ بانتقاد سياسة بلاده الحالية في الملفين الداخلي والخارجي.

لكن لا يعرف إن كان خاشقجي متهمًا بقضايا تستوجب التوقيف في بلاده، كما لا يعرف إن كانت الرياض قد طالبت سابقًا تركيا بتسليمه لها، إذ من المتوقع أن تستجيب تركيا لأي طلب سعودي بهذا القبيل بعد أن سلمت الرياض مطلوبين أتراك لأنقرة لاتهامهم بدعم انقلاب تموز/يوليو 2016 الفاشل.

ويتهم مدونون سعوديون، خاشقجي، بمحاباة جماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها الرياض كمنظمة “إرهابية”، فيما يتبنى الحزب الحاكم في تركيا نهجها ويدعم فروعها وقادتها في باقي البلدان.

ويقيم في تركيا عدد كبير من المعارضين السياسيين لحكومات بلدانهم الأصلية، ويرافق ذلك الوجود، عمليات اغتيال وخطف بين فترة وأخرى، بينها مقتل معارض إيراني العام الماضي في مدينة إسطنبول التي يتجاوز عدد سكانها الـ 15 مليونًا، وتسجل العدد الأكبر من الجرائم المرتكبة في البلاد.

إرم نيوز

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف