هذا ما يُقلق بن سلمان

ثلاثاء, 01/08/2019 - 20:02

لا يقبل بتسميته "سعودياً". يقول: "نحن نعارض تسمية سعودي، نحن لا نحب أن ننتمي إلى أسرة، بل إلى دولة".

يقولها معارض النظام المواطن المقيم في هيوستن الأمريكية "هارون أمين أحمد"، من واقع أن هذا النظام "خطير وفاسد"، ويقتنع بأن على الشعب أن يعي مدى خطورة هذا النظام ويتحرك للوقوف في وجهه وإسقاطه.

في مدينة جدة ولد ونشأ المعارض هارون، في العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1978. وحينما لم يكن يتجاوز الثانية عشرة من عمره، سافر إلى الولايات المتحدة وزار دولاً أوروبية عدة، وهناك، عرف ماهية المواطنة وحقوق المواطنين، وسرعان ما أدرك أن تلك الحقوق مسلوبة في وطنه الزاخر بالخيرات والموارد التي لا يحظى المواطن في بلاده إلا بالقليل منها.

يَعتبر هارون نفسه من المعارضين بالنشأة، ويعتقد أن هناك الملايين من الناس المعارضين لأسرة آل سعود بالنشأة، إلا أنهم يسكتون ولا يستطيعون قول شيء. يقول: "لا أعتقد أن أكون لوحدي من المعارضين، فالعدد قد يكون بالملايين من الناس الذين نشأوا على المعارضة، ولكنهم ساكتون، لا يستطيعون أن يقولوا شيئاً". يضيف: "أنا من يومي كنت معارضاً بالنشأة".

لا يحتاج الناس إلى الوعي لمعرفة أن نظام آل سعود نظام ظالم، من وجهة نظر هارون، إذ يرى أن "هذا الشيء يعرفه العالم كله"، لكن الناس بحاجة إلى كسر الحواجز، ويتابع: "منذ الصغر نرى الامتيازات الخيالية للأسرة، والقمع الشديد للمواطن، وحرمانه من كل أساسيات الحياة".

ولا يزكي هارون نفسه لتركه وظيفةً متميزة يتمناها الكثيرون كان يحظى بها في القنصلية السعودية في إحدى مُدن الولايات المتحدة، فهو يرى أن 99% من معتقلي الرأي أمثال الدكتور عبدالله الحامد، والدكتور محمد القحطاني، والشيخ سليمان العلوان، كانوا يمتلكون وظائف مرموقة ويحظون بمكانة اجتماعية، لكنهم- رغم كل ذلك- لم يرضوا العيش لذواتهم، و"هذه الأشياء بينك وبين ربك، تسويها لوجه الله"، حد تعبيره.

المعارضون في الخارج يزدادون كما يرى هارون، خاصةً خلال العام المنصرم 2018 الذي شهد انضمام معارضين مثل: سلطان العبدلي ومرزوق العتيبي، ويعتقد أن "هؤلاء الناس لم تكن لديهم مشاكل ذاتية في وظائفهم أو معاشاتهم".

وعن طبيعة عمله السابق في إحدى القنصليات السعودية في الولايات المتحدة، يقول هارون إن الفساد يظهر فيها بشكل أوضح، من خلال ملاحظة الاهتمام بالامتيازات المقدمة التي تمنح للأسرة الحاكمة بحكم وقوعها في الخارج.

ويوضح هارون أن العمل في وزارة الخارجية لا يختلف كثيراً عن العمل في أي وزارة أخرى، ويضيف: "سويت حلقات في اليوتيوب، تتحدث عن أهمية وزارة الخارجية هل هي لبناء وطن، أم لبناء استراتيجيات، أم بناء خطط تنمية، أم خطط تجارية"، ويؤكد أن كل الخطط التي تجتهد بوضعها وزارة الخارجية السعودية، تهدف إلى توفير المتعة للأسرة الحاكمة عندما يغادر أفرادها السعودية إلى بلاد أخرى، وتعمل هذه الوزارة لجلب الصفقات والعقود لأفراد الأسرة الحاكمة وتساعدهم لتنهب أكثر، فعملها ليس له علاقة بمصلحة المواطن، حد تعبيره.

يقول هارون أيضاً إنه ليس داعماً لأي مشروع معين، لكونه مواطناً عادياً لا ينتمي إلى طبقة المثقفين والمفكرين الذين يمتلكون مهارات تزيد على المواطن العادي، لكنه مع المظلوم ضد الظالم، حد قوله، حاثّاً الشعب على كسر الحواجز.

ويؤمن المعارض هارون بضرورة اتحاد المعارضة ووضع حلول ميدانية والتوجُّه نحو أعمال ميدانية، مضيفاً: "خلال السنوات الست الماضية، كان الشيء الوحيد الذي يؤذي الحكومة السعودية هو محاولة القيام بأعمال ميدانية، فهي تؤدي بهم إلى التخبط بشكل كبير، وآخر محاولة كانت حراك 15 سبتمبر".

هذه التحركات تصيب المستبد بالذعر حتى وإن كانت قليلة، يقول هارون، أما التوجه للمنظمات والمطالبة بالحقوق فهي أشياء مردودها بعيد المنال، ولن تخلق نوعاً من الهم عند آل سعود إلا بشكل ضئيل. ويضرب هارون بالمنظمات الأوروبية والأمريكية العاملة في مجال حقوق الإنسان مثلاً، بأنها لا تستطيع عمل شيء إزاء قمع الحقوق والحريات داخل السعودية، رغم وجودها ونشوئها في نفس البلاد التي تعقد حكوماتها صفقات سلاح مع الحكومة السعودية.

واتحاد المعارضة من وجهة نظر هارون لا يعني بالضرورة أن يكونوا في صف واحد، بل أن يتحدوا بالشكل الذي يؤدي إلى خروج المظاهرات والعمل الميداني.

ويعلّق هارون على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بقوله إنه ترك أثراً كبيراً وبارزاً وحَّد المعارضة السعودية وقاربَ وجهات نظرها، فضلاً عن كون الجريمة عرَّفت الناس جميعاً بظلم وقهر آل سعود، ويقول: "فسبحان الله، رب ضارة نافعة".

ويبعث هارون برسالة إلى شعب الجزيرة العربية، يقول فيها: "هذه البلاد بلادكم، لا تنتظروا أن يأتي أحد من الخارج ليعطيكم حقوقكم، بل على العكس، كل الدول الأوروبية تريد أن يبقى هذا النظام القمعي من أجل مصالحها، لأن نظام الشعوب سوف يكون فيه منافسة، وهذا الشيء لا يريدونه"، مضيفاً: "يجب أن يكون التحرك من داخل الشعب نفسه".

ويعتقد هارون أن "موارد البلاد من البترول لن تنضب خلال 10 أو 20 سنة القادمة، ولن يقلَّ الطلب عليه، وهذه الموارد ترفد البلاد بمردود هائل، لا يظهر أثرها إلا في الرواتب أو في الأشياء شبه الأساسية".

ويرى أن سكوت الناس على ذلك أمر خطأ، ويشدد على ضرورة التفكير في الأجيال القادمة، ويتساءل: "ماذا بعد البترول؟ إذا لم يكن عندنا صناعات ولا إنتاج على ماذا نعتمد؟".

وخطر آل سعود بحسب هارون، "تضاعف" وأصبح "دبل" حد وصفه، بعد وصول محمد بن سلمان إلى السلطة. ويرى أن الخطر تضاعف بمقدار 200%، وسوف يصل هذا الخطر إلى الجميع سواءً كانوا من الشعب أم من الأسرة الحاكمة أم من القبائل أو شيوخ الدين.

لذا فإن على الشعب أن يعي مدى خطورة ذلك، بحسب هارون، وينبغي التحرك في ضوء ذلك حتى يتم تغيير النظام، ويختم: "بعد زوال النظام يستطيع شعب الجزيرة بإمكانياته الهائلة أن يحكم نفسه".

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف