بعد التقاط الأنفاس من معركة الموصل الكبيرة، التي لم يخض جيش في العالم معركة مثلها، ويحقق النصر فيها بوقت قياسي، حان الوقت للتوجه الى تلعفر وإعلان النصر النهائي .
فمعركة الموصل كانت كبيرة قياسا الى حجم هذه المدينة وعدد السكان فيها، وسيطرة داعش الكاملة عليها متسلحا بالأسلحة المتطورة، والإمكانات الهائلة التي كانت متوفرة لديه، كانت تؤهله ليخوض معركة طويلة قد تستغرق سنوات بالحسابات العسكرية، ولكن أبطال قواتنا الأمنية حققوا النصر في معركة إنسانية بالدرجة الأولى، وفي وقت قياسي .
ولكن مع ما تحقق من هذا الانتصار الكبير في الموصل، يبقى الانتصار الأهم وهو تحرير مدينة تلعفر الاستراتيجية، فبتحريرها يكون تحقق الانتصار العسكري والاستراتيجي الكبير على الأرض لأسباب مهمة، فالعدو عمل منذ البداية على إيجاد منطقة دفاعية قوية، مدعومة بإمكانات عسكرية وأنفاق ضخمة تخترق المدينة كلها، وأراد من جعل معركة تلعفر أن تكون حاسمة، مع تصوره أن قوات الحشد الشعبي ستتجه اليها في البداية قبل تحرير الموصل، كونها مدينة ذات غالبية شيعية .
ومعركة تلعفر لن تكون سهلة، فقيادات داعش في هذه المدينة جلهم من أهلها، وهي محاددة للأراضي السورية والكثير من الإرهابين يتسللون إليها، مجهزين بأحدث الأسلحة والإمدادات العسكرية، والانتصار فيها يعني القضاء على أهم الأوكار الباقية لداعش في العراق، ويقطع الحدود السورية لمنع دخول الإرهابيين الى العراق، لذلك يجب التعامل مع هذه المعركة بأهمية بالغة، واستحضار جميع مقومات النصر فيها، ومنها مشاركة فصائل الحشد الشعبي بصورة فاعلة ومؤثرة في هذه المعركة .
ونظرا لما ملكته قواتنا الأمنية من خبرة كبيرة في حرب المدن بعد معركة الموصل، وطرق مقاتلة داعش وكيفية مواجهتهم ومعرفة إمكاناتهم، والجهد الإستخباري الكبير طوال الفترة الماضية، فان النصر لن يتأخر وسيكون مدويا ينهي الإرهاب ويجتث جذوره من العراق، لتعود زغاريد النسوة تهلل في تلعفر، وتتعالى ضحكات الأطفال من جديد .
ثامر الحجامي