الحقيقة المرة في مجتمعنا المتدين

سبت, 12/23/2017 - 10:51
Yoga

نقولها ومع شديد الأسف أن غالبية أفراد المجتمع الإسلامي قد إنشغل وبصورة واضحة عن الإهتمام بأُمور بعضهم البعض وهذا لايمكن لنا كمسلمين بأن نتماهل ونتساهل عن المسؤولية الكبيرة تجاه مجتمعنا الإسلامي, مما يؤكد ذلك قول الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم ) فعليه أما ان يكون الفرد آمرًا بالمعروف وهذا واجبًا عليه , أو يكون ناهيًا للمنكر وهذا ايضًا واجبًا عليه , أو يترك هذا وذاك ويتحمل التبعات الكبيرة التي يواجهها و لامجال لحصرها الان .
يتنج تساؤل هنا : أين بلاد العرب المسلمين من كل هذا ؟ لمذا أصبحت خريطة المسلمين حمراء تنتهك فيها الحقوق ويعتدى فيها على الشيخ الكبير والطفل الصغير والمرأة العفيفة ؟
فمجتمعنا المتدين أصبح يعجز عن إستيعاب التنوع والإختلاف فيه ليتحول الى بؤر للصراع المستميت الممتد الذي لايتوقف إلا ليلتقظ أنفاسه من جديد .
هكذا أصبحنا نحتل المراتب الأخيرة من العدالة , والثقافة , والنمو الفكري والأخلاقي و الحضاري , لما نحتويه من أعداد كبيرة من الإعاقات, والعاهات, والأمراض الخطرة , جراء الحروب العمياء, والتدمير العشوائي, والـقـتل على الهـوية , كون هذا الشخص من تلك الطائفة , و إنتمائه لتلك الجهة,
فضلاً عن إعلامنا العربي الإسلامي المسيس والممول من جهات تفرض رأيها وسلطتها على الكثير من دون أي رادع او مانع فيبث سمومه الطائفية في عقولهم المتحجرة ليحصد الجوائز بجدارة . فما تنشره أكثر القنوات من مقاطع القتل والدمار , وصور البشاعة الإجرامية , وبرامج التطرف الفكري والأخلاقي, لابد لها أن تأجر على ذلك .
ولا يختلف الأمر كثيرًا عن الخطيب الديني الذي يعتلي المنبر ليتكلم برؤيته الضيقة ورأيه الخاص ,وما أمره به حزبه اللاإسلامي ليستقطب أصحاب العقول المغلقة التي تهوى التفكير المتعصب ,بعيدًا عن مخافة الله وإجتناب معصيته ,فهم مستأكلون بإسم الله , وبإسم الدين , وبإسم القرآن .
هكذا نقولها وللأسف يعيش المجتمع الإسلامي إنشغالات للتجزءة الفرعية والإنقسامات الحزبية متناسين اصل الدين والمذهب ومنشغلين عن الله والحياة والإبداع والتطور الحضاري والفكري والأخلاقي .
فعلى من تقع مسؤولية تصحيح المجتمع وإرجاعه لمساره المعتدل ,وتذكيره بما تميز به كنموذج إخلاقي لامثيل له بين باقي الأديان وفي كافة الأمم ؟ ومن يتكفل بإعادة الثقة لمن فقدها من الكثير الذين إهتزت ثقتهم بالإسلام وإتجهوا للتطرف والإلحاد فضلاً عن العديد ممن أخذته الجرءة في التعدي على قدسية الرب بسخف القول والتندر عليه ليجدوا في ذلك طريقًا للكسب الحرام ؟! وما دمنا مسلمين بالقول والفعل علينا عدم إنكار تلك الحقائق المرة التي تنهش المتجمع الإسلامي من الداخل لتشوه صورته الجميلة أمام الجميع وترهب كل من يسمع بإسم الإسلام.

شهد أحمد السعدي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف