الحذف والأحرف المقطعة من إبداعات اللغة العربية

خميس, 03/22/2018 - 22:02

لقد تميزت اللغة العربية في العديد من الابداعات والصفات التي لا تتوفر في غيرها من اللغات , فهي لغة القران ولغة اهل الجنة , لذلك فهي لغة فيها الكثير من الأسرار والمعلومات والحقائق التي تحتاج إلى البحث المستمر للكشف عنها وعن أسرارها , ومن تلك الإبداعات التي تميزت بها هو أسلوبها اللغوي والبلاغي , حيث أنها لغة قابلة لحذف الحرف الواحد او الاحرف المتعددة , بل وحتى حذف الكلمة أو جملة بأكملها مع ما تدل عليها من قرائن حالية او مقالية وكما في قوله تعالى ( واسأل القرية التي كنا فيها ) ولكل يفسرها بان المقصود منها , واسألوا أهل القرية , فتم حذف كلمة كاملة وهي القرية , بالإضافة إلى العديد من الحروف المقطعة في القرآن الكريم كما في الآيات المباركة (ن) و(ق) و(ص) و(حم ) و(كهيعص ) وورد في الروايات والتفاسير ان كل حرف منها يدل على لفظ او اكثر وان كل منها يدل على معنى او اكثر , اذن هي ظاهرة موجودة في اللغة العربية وتعد من ابداعاتها ومن أساليب القرآن الكريم ولا إشكال فيها , فلماذا يكون الاعتراض والاشكال على بعض الممارسات التي تستخدم فيها تلك الأساليب والابداعات , ففي الاونة الاخير ظهرت حملة لتفسيق بعض الرواديد والمنشدين من بين الشباب من قبل بعض الجهات التابعة لبعض مراجع الدين بسبب قطع حرف او حرفين من أسماء المعصومين ( عليهم السلام ) في اقامة العزاء الحسيني وخصوصا عزاء (الشور ) مثل (سين ) يعني ( حسين ) و(لي ) يعني (علي ) وهكذا , وقد تم رفع استفتاء الى سماحة المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني من بعض الشباب بهذا الخصوص , وقد تم الاجابة على تلك التساؤلات بعدد من النقاط نذكر ثلاثة منها في المقام ,

1ـ اللهم اجعلنا من أهل القرآن اللهم آمين. لا يخفى على أجهل الجهّال، أنّه قد تنوّعت الاستعمالات القرآنية لظاهرة الحذف في اللغة بحيث صارت الأحرف المقطّعة أحد العناصر الرئيسة في القرآن_الكريم، كما في الآيات المباركة: {ن}، {ق}، {ص}، {حم}، {طه}، {طس}، {يس}، {الم}، {الر}، {طسم}، {المر}، {المص}، {كهيعص}، وورد في الروايات والتفاسير أن كلّ حرف منها يدل على لفظ أو أكثر وأن كلا منها يدل على معنى أو أكثر.

2ـ الحذف ظاهرة موجودة في اللغة العربية وتعدّ أيضًا من أساليب القرآن الكريم ويراد بها في اللغة: "قَطْفُ الشَّيْء من الطَّرَف كما يُحْذَف طَرَفُ ذَنَب الشّاة"، وفي الاصطلاح، أن يَحذِف المتكلم من كلامه حرفًا أو كلمة أو جملة أو أكثر ليفيد مع الحذف معاني بلاغية، بشرط وجود قرينة ولو حالية تعين على إدراك العنصر أو العناصر المحذوفة ..

3- وللحذف اغراض عقلائية من قبيل الحذف للترخيم كقولنا (ياسعا) في ترخيم سعاد , او الحذف للتفخيم والتعظيم كما في قوله تعالى (وان تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى ) والتقدير : يعلم السر واخفى علمه , او الحذف بقصد زيادة اللذة بسبب استنباط المعنى المحذوف كما في قوله تعالى ( وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ) اي وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر والبرد , وغير ذلك من اغراض وفوائد لغوية وبلاغية .

سليم العكيلي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف