العمل الجامعي والتحول الرقمي

أربعاء, 11/26/2025 - 16:49

 

ا.د. فائق السامرائي

وانا استطلع حال بعض الجامعات العريقة وكيف انها استطاعت عبر قرون تأسيسها ان تمد نفسها بالديمومة والرقي ومحافظة على ارثها العلمي واعراف عملها وكانت ولازالت مركز عطاء للبشرية ثقافة وعلم وسلوك مخرجاتها الحسن والطلب على الدراسة فيها لايتأثر بحدث وانما استمرت بهيبتها ومقامها العالي ويتباهى كل من عمل او درس فيها .

 

السؤال كيف استمرت هذه الجامعات وكيف نالت هذا الشرف العالي في مقامه ؟

 

الاجابة ليست سهلة على هذا السؤال لكن من عمل في الوسط الجامعي يدرك جيدا مقومات الاستمرار والنمو وما هو الا نتيجة عمل مضني ومخلص ويمكن وبتواضع شديد ان نسجل بعضا منها :

 

1- الاحساس بالانتماء للعمل الجامعي الناجم من القناعة بان العمل الجامعي رسالة وله هيبته وقيمه الراسخة.

 

2- تحديد اولويات العمل بما يحقق استمرار ونمو العمل الجامعي ولا مزايدة عليها .

 

3- اقول ان اردنا تحقيق عمل جامعي كفوء علينا ان تتذكر دائما ان الجامعات العريقة حققت اهدافها ومستمرة بالنمو والازدهار لانها لم تبخل على متطلبات هذا النمو وبكل اشكال هذه المتطلبات .

 

4 - اقول علينا ان ندرس كيف ان جامعة كمبردج او اوكسفورد بدأت ونمت واستمرت وكيف ان طلبتها يتباهون بالانتماء لها وكيف ان الطلب على مخرجاتها وكيف ان بنيتها التحتية قديمة لكنها متناغمة مع التحول الرقمي الذي احدث تحولا كبيرا في عقل البشر .

 

5 - علينا ان نلاحظ دائما عمليات التحديث للكتب والمناهج الدراسية وتحديث اجهزهتها ومختبراتها مستمرة شأنها وشأن جامعات اخرى سنويا تحدث كتبها وبرامجها بذلك يكون لك الحق في ان تدخل تصانيف تلك الجامعات .

 

6 - التحول الرقمي اوقف العالم على عتبة ان تكون او تبقى تراوح مكانك فلا ادري ان كان من يقبل دخوله المقارنة والمنافسة في التصانيف وهو يراوح مكانه .

 

7 - ليس صعبا احيانا من اجراء بعض المحاولات المتواضعة للوصول الى بعض التصانيف لكن كيف تمدها وكيف ترتقي خصوصا ان كانت بدايتك ليست بمسارها الصحيح .

 

من مثل هذه الوقفات يمكن لنا تسجيل الكثير لكن نقول ان اردنا دخول المسار الذي يديم جامعاتنا ويجعل منها منارا للارتقاء لابد لنا من اختيار العمل الامثل ولا نتوقف عند نقطة ارضاء النفس او ارضاء الاخر . وان كنا نريد ان نرى جامعاتنا توازي الجامعات المعروفة بعراقتها فالطريق واضح لا لبس فيه ومعاييره معروفة وتجارب الجامعات التي حققت مسارات راقية معروفة والابتعاد عن مغالطة النفس ضرورية .

 

نعود الى عنوان المنشور الجامعات والتحول الرقمي .

نلاحظ ان الدول بدات تهتم كثيرا في تغيير طرقها الادارية والمحاسبية والتقنية والصناعية والعسكرية والاجتماعية بما يتفق والتحول الرقمي الذي غير اوجه التعاملات بكل اشكالها بحيث امتد ذلك الى ابسط مقومات الحياة في الدفع الالكتروني والصناعات المحلية ومنصات التواصل واحدث تغييرا في بنية الحركات بكل اشكالها .

 

السؤال هل هذا التغيير طال العمل الجامعي بما يلبي متطلبات التغيير ؟

 

الجواب على هذا لو زرنا مختبرات ومكتبات الجامعات وقاعات المحاضرات واطلعنا على طبيعة الكتب والمناهج الدراسية وسير التدريسات واطلعنا على الابحاث المنجزة وبراءات الاختراع وجدواها وقدرة مخرجات الجامعات على التعايش والتعامل مع التحولات الرقمية سنجد الاجابة التي تقودنا الى الاطمئنان على العمل الجامعي من عدمة . وكل من يرغب في مسايرة التحول الرقمي الذي احدث تغييرا كبيرا في مجالات كثيرة ومنها العمل الجامعي عليه اجراء وقفة حقيقية واضحة وصريحة مع الذات ومراجعة جادة للواقع ودراسة متطلبات التغيير والمخلصون واصحاب الكفاءة والقدرة موجودون دائما المهم ان تكون الارادة موجودة وبخلاف ذلك يجد نفسه مع قائمة المتأخرين .

 

حيا الله الجامعات العراقية وطلبتها والعاملين فيها .

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطراف