اليكم أبرز ما قاله وزير الثقافة في خطاب افتتاح مهرجان مدائن التراث اليوم

جمعة, 12/19/2025 - 16:35

أكد معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان السيد الحسين ولد مدو أن إشراف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على افتتاح النسخة الرابعة عشرة من مهرجان مدائن التراث بمدينة وادان، يشكل تجديدًا للتأكيد على محورية العمل الثقافي في السياسات العمومية، وعلى الإرادة الصارمة لفخامته في ترقية المدن التاريخية وصون موروثها الحضاري.

وأوضح معالي الوزير، في كلمته بالمناسبة، أن مدينة وادان تمثل نموذجًا فريدًا للتلاقي بين الصحراء والحضارة، وبين الجغرافيا والعلم، حيث تعانق الحجر والكتاب، وتجاور العمران والمعرفة، فكانت الكلمة فيها أصل العمران، والعلم نواة البناء، مشيرًا إلى أن هذه المدينة شكلت عبر التاريخ نقطة إشعاع علمي وثقافي، ومركزًا للتواصل الحضاري بين الصحراء والعالم.

واستحضر معاليه إطلاق فخامة رئيس الجمهورية، قبل خمس سنوات، لأول مكونة تنموية لمهرجان مدائن التراث من هذا المكان، مؤكّدًا أن تلك المكونة تأسست على رؤية بعيدة المدى استهدفت الإنسان والعمران، وتطورت لتتحول إلى مشاريع تنموية متكاملة، أصبح أثرها ملموسًا في حياة السكان وفي ملامح المدن التاريخية.

وأشار الوزير إلى أن هذه الدورة من المهرجان تنسجم تمامًا مع الرؤية الشاملة التي جعلت من التراث رافعة للتنمية ومن الثقافة عاملًا لتعزيز التماسك الاجتماعي، مبرزًا أن النسخة الحالية شهدت تطورًا نوعيًا في مكوناتها التنموية والعلمية والفنية، من خلال استثمارات بلغت أربعة مليارات أوقية قديمة، شملت قطاعات حيوية كالصحة والطاقة والمياه، والاهتمام بالواحات، إضافة إلى تدخلات اجتماعية دعمت المساجد والمحاظر، ورممت المدينة القديمة، وعززت دور التعاونيات النسوية والشباب والحرفيين وذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن دعم النزل السياحية وإقامة قرية للصناعة التقليدية.

كما نوّه معالي الوزير بافتتاح إذاعة وادان، معتبرًا ذلك مكسبًا نوعيًا يعزز استقرار الساكنة ويكرس حضور المدينة ضمن خريطة التنمية المتوازنة، إلى جانب تنظيم عشرات الندوات والمحاضرات العلمية والفكرية بمشاركة باحثين وأكاديميين وطنيين وأجانب، إضافة إلى أمسيات أدبية وشعرية وسهرات فنية تعكس غنى وتنوع التعبير الثقافي الوطني.

وفي سياق متصل، أكد معالي الوزير أن سنة 2026 شكلت محطة بارزة في تنفيذ البرنامج الوطني الطموح، حيث شهد قطاع الثقافة حركية لافتة، خاصة في مجال التراث، مذكرًا بترقية المحظرة الموريتانية إلى تراث عالمي، وتسجيل ملحمة “صمبا غالادو” كتراث ثقافي عابر للحدود، وانتخاب موريتانيا في اللجنة الحكومية لاتفاقية اليونسكو ، إضافة إلى إطلاق بحوث أثرية بموقع آزوكي بعد انقطاع دام خمسين سنة، والشروع في إنشاء منشآت تراثية جديدة وتعميم المتاحف والفضاءات الثقافية في عواصم الولايات والمدن التاريخية.

وأضاف أن هذه الدورة تتزامن كذلك مع تخليد خمسينية حوض آرغين، وتنظيم الأيام الوطنية للصناعة التقليدية، وتوقيع اتفاقيات لترميم المدن التاريخية بالمواد المحلية، بالتعاون مع شركاء وطنيين ودوليين، من بينهم الجانب الإسباني.</p>

واختتم معالي وزير الثقافة كلمته بالتأكيد على أن ما تحقق من إنجازات يعود، بعد توفيق الله، إلى ما تنعم به البلاد من انفتاح سياسي واستقرار، وإلى ترسيخ قيم المواطنة والإنصاف والانفتاح التي أرساها فخامة رئيس الجمهورية، مما مكن موريتانيا من التقدم بثبات وتعزيز مسار التنمية الشاملة.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطراف