وصفت مجلة أمريكية تبدّل حال السعودية تحت سيطرة الأمير محمد بن سلمان بشأن احتمال إقامة علاقة مع الكيان الصهيوني، أنها ستنتقل من موضع أكثر دول العالم عداءً ورفضًا لفكرة التطبيع إلى دولة مرحّبة بتلك العلاقة.
وأوضحت مجلة “الإيكونوميست” في تقريرٍ موسع لها أن المملكة العربية السعودية لم تصنع سلامًا رسميًا مع الكيان؛ لكنها اليوم ترحّب باليهود، وحتى سكان الكيان وإن حضروا إلى المملكة بجوازات سفرٍ أجنبية.
وتشير المجلة إلى أن تلك العلاقة قد لا تكون بعيدةً عن إضفاء الرسمية عليها في يومٍ ما، فسماع اللغة العبرية في المهرجانات والفعاليات والمعارض في أنحاء شتى من المملكة بات يتكرر على الدوام من أفرادٍ من المؤكد أنهم قدموا من الكيان.
ولفتت إلى أن مُنجّمة صهيونية قدّمت عرضًا لها في إحدى العروض الملكية في السعودية مؤخرًا، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة السعودية استبعاد الدروس والمناهج المعادية للصهاينة.
وأشارت المجلة إلى أن تلك الخطوات تأتي في سياق التمهيد للتطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني، تمامًا كما فعلت جارتها الإماراتية من خطواتٍ مماثلة.
واستشهدت بتكرار تجول الحاخام اليهودي في عددٍ من شوارع الرياض ومراكزها التجارية الكبيرة، ما يُشير إلى موافقة رسمية لتواجد اليهود تمهيدًا لتآلف وجودهم وملاحظتهم من قبل السعوديين حتى لا يُفاجئوا كثيرًا عند احتمال إعلان أي علاقة رسمية مستقبلاً.
وأكدت المجلة أن تلك الخطوات من جانب السلطات السعودية، تسير جنبًا إلى جنب مع مسعى الأمير محمد بن سلمان لجذب السياح والاستثمار، فقد تحدى ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة الدعاة والعلماء من خلال رعاية الحفريات الأثرية للمواقع اليهودية على أمل جذب المشاهدين اليهود يومًا ما.
وفي تشرين الثاني نوفمبر الماضي، شهد فندق “هابيتاس” الفخم في مدينة العلا تواجدًا لصهاينة، وهي مدينة ضاربة في الصخور القديمة.
وتذكر المجلة أن الأمير محمد خطّ مدينة “نيوم” المستقبلية ذات التقنيات العالية بقيمة 500 مليار دولار على الساحل الشمالي الغربي للمملكة، في الوقت الذي يقول مستشارو الأمير أن جذب الخبرة الصهيونية إلى هذه المدينة مهم للغاية.
وتنقل “الإيكونوميست” عن سلطان الموسى، مؤلف رواية سعودية عن “ثورة اليهود ضد الإمبراطورية الرومانية، قوله إن “النظام السعودي أصبح أقرب إلى اليهود منه إلى الفلسطينيين واللبنانيين”.
