من قيم الإسلام النبيلة انبثق الشور و البندرية

أربعاء, 02/28/2018 - 09:39
احمد الخالدي

يتمتع ديننا الحنيف بخصال حميدة جعلته يقف في مقدمة الأديان السماوية من جهة ، و كان يتسم بالشمولية لكل ما سبقه من رسالات و أديان من جهة أخرى ، وبهذه المعطيات القيمة التي تضمنتها رسالة ديننا الحنيف من قيم و مبادئ نبيلة يتوسم بها جعلته محط إعجاب و اهتمام كل مَنْ لا ينتسب إليه فيكون إزاء هذه الجوهرة الثمينة أمام موقف واحد لا غيره وهو الدخول في رحاب ساحة الرحمة الإلهية المقدسة وعلى هذا الأساس بدأت الأمم تنهل من معين قيم و مبادئ الإسلام ليكون لها المثل الأعلى الذي تقتدي به و تجعله نبراساً لها في مسيرة حياتها هذا فيما يخص بغير المسلمين فما بالنا بالمسلمين و كما يُقال أهل مكة أدرى بشعابها فهم على درجة عالية من العلم بكل ما يتمتع به من خصال حميدة قل نظيرها عند الآخرين حتى باتت تشكل مصدر الهام لهم و إشعاع نور يضيء لهم ظلمة العصر و يدرء عنهم كل ما من شأنه أن يخلط الأوراق عليهم من خلال ما طرحه من دروس و مناهج في أعلى المستويات ومنها الأطوار و المقامات التي تعكس حقيقة الصورة البيضاء لقيم و مبادئ الإسلام ومنها ما انتشر من أطوار الشور و البندرية ذات التأثير الكبير في عقلية و فكر الإنسان لما تحمله من كلمات و معانٍ دقيقة تهدف إلى توعية الفكر و تنمية القدرات البشرية على نشر الوسطية و الاعتدال و التعايش السلمي و القبول بفكرة احترام الرأي و الرأي المقابل حتى تكون الصورة واضحة و لا غبار عليها وهذا ما يهدف إليه مراد السماء ، فالشور و البندرية في حقيقة الأمر من الأطوار التي لاقت رواجاً و كانت الأكثر انتشاراً بين الأوساط العراقية فقد أعطت الأنموذج الأمثل أداء و قراءةً و تفاعلاً بين الجمهور المتفاعل معها لذا نجد أن شبابنا المسلم و المثقف الواعي أخذ على عاتقه إحياء الشور و البندرية إلى و إعادتهما إلى الواجهة من جديد بعد المقاطعة التي تعرضا لها من قبل المحسوبين على المنبر و القصيدة الدينية ، فقد عقدت العديد من مجالس هذا الطور في مختلف مكاتب و جوامع مرجعية الأستاذ الصرخي الحسني لأجل إيصال صوت الحق و رسالته الصادقة و هداية الأمة و توعيتها إلى حقيقة ما يحاك ضدها من مؤامرات من هنا استوحى الشباب المسلم فكرته في عقد مجالس الشور و البندرية و تضمينها الكلمات الطيبة و المعاني النبيلة و التي تستحق منا الوقوف عندها و التمعن طويلاً في مضامينها ومن ثم التفاعل معها و الذوبان فيها فهي رسالة تدعو إلى نيل المسلم درجات التكامل الأخلاقي و السمو بالنفس إلى مقامات الخلود في جنات عدن و الفوز برضا الإله تعالى فكانت تلك المجالس كالحقيقة المغيبة عن الأذهان و المعتم عليها بفعل الأقلام المأجورة التي تأثرت كثيراً بالدينار و الدرهم فغيرت حقيقتها الناصعة إلا أن الشباب المسلم الواعي أعادها إلى سكة الظهور و الانتشار من جديد بفضل مجالس و قصائد الشور و البندرية وما امتازت به من قمم الإبداع في الكتابة و الإلقاء و التفاعل الجماهيري معها .

https://www.youtube.com/watch?v=xYLhuNgcyNY

 

بقلم // الكاتب احمد محمد الخالدي 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف