أشور الحذف والتقطيع ..أبداع البلاغة العربية

جمعة, 03/16/2018 - 20:56

عند التعمق في جولة ما هو مخالف في الواقع الخارجي لا في أصله ومنشأه يظهر لنا ان النفس الأنسانية تتصلب في جو الفكرة ولا تأخذ أبعاد وجوانب ممكنه أن تكون في غاية الاهمية اذا كانت الحركات الجسمانية لها صلة بواقع الهدف الاسمى التي تكون ممتوعة ومرفوضة في الواقع الموضوعي كانت تعطي شعور بتخاذ هذا الاتجاه لان فيه الخير والصلاح وأبعاد الانسان عن جو الأنحراف والتسافل الى مهاوي الشيطان , ومن هذه النظرة كان القران الكريم هو الدرس التربوي والبلاغي في أيصال ثورة البركان العاشق في صورة تقطيع الحروف بل الكلمات والجمل لتحرك العقل في التبحر في معاني التاثير والانجذاب الى عمق التوفيق الالهي ورضا الله سبحانه وتعالى , وبهذا المعنى اصبح طور الشور وتقطيع الكلمات له اثر بالغ في النفوس واقبال نحو الشعائر الحسينية بحرقة قلب واستشعار المصيبة بصورة تدمى لها القلوب والعشق في الغوص في أحقية تلك المظلوميات التي مرت باهل البيت (سلام الله عليهم اجمعين )

ومن هذا المنطلق فقد بين المحقق الاستاذ الصرخي دور الشور والبندرية من خلال الاستفتاء الواضح والذي يتضمن فقرات عديده , وهذا مقتبس من كلامه الشريف جاء فيه :

((اللهم اجعلنا من أهل القرآن اللهم آمين. لا يخفى على أجهل الجهّال، أنّه قد تنوّعت الاستعمالات القرآنية لظاهرة الحذف في اللغة بحيث صارت الأحرف المقطّعة أحد العناصر الرئيسة في #القرآن_الكريم، كما في الآيات المباركة: {ن}، {ق}، {ص}، {حم}، {طه}، {طس}، {يس}، {الم}، {الر}، {طسم}، {المر}، {المص}، {كهيعص}، وورد في الروايات والتفاسير أن كلّ حرف منها يدل على لفظ أو أكثر وأن كلا منها يدل على معنى أو أكثر.
الحذف ظاهرة موجودة في اللغة العربية وتعدّ أيضًا من أساليب القرآن الكريم ويراد بها في اللغة: "قَطْفُ الشَّيْء من الطَّرَف كما يُحْذَف طَرَفُ ذَنَب الشّاة"، وفي الاصطلاح، أن يَحذِف المتكلم من كلامه حرفًا أو كلمة أو جملة أو أكثر ليفيد مع الحذف معاني بلاغية، بشرط وجود قرينة ولو حالية تعين على إدراك العنصر أو العناصر المحذوفة.
وللحذف أغراض عقلائية من قبيل الحذف للترخيم كقولنا: (يا سُعَا) في ترخيم (سُعَاد،) أو الحذف للتفخيم والتعظيم كما في قوله تعالى: { وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } والتقدير: يعلم السرّ وأخفى علمه، أو الحذف بقصد زيادة اللذَّة بسبب استنباط المعنى المحذوف كما في قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} أي وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ والبرد، وغير ذلك من أغراض وفوائد لغوية وبلاغية.))

فالشباب بأشد الحاجة لهذا النوع من الفكر الإسلامي و بأسلوب القرآن والأدعية الإسلامية، التي تخاطب الوجدان والروح، كما تخاطب العقل، لا بالأساليب اللغوية المعقَّدة ..كما نرى اليوم الأحياء الثقافي الشبابي لمكتب المرجع الاستاذ السيد الصرخي الحسني لمدرسة أهل البيت من خلال قصائد (الشور والبندرية ) المعتدل وفق ضوابط الشرع المقدس والتي تستقطب الناشئة لما فيها من العمق والشعور الروحي

http://cutt.us/q

 

أحمد الركابي
 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف