
ميس خالد
وقبل أن تذاع أنباء الشوق
وددت لو يرجعني
شريط الأيامِ الى الوراء البائس
لأُعفي بعض أشيائي منك
بعضها ..
كأوراقي ، أغنياتي ، عطوري
التي وبأت بك بشكل حميم
وأطلق سراح حروفي الرمادية
لترتدي ألوانها المحببة
وأنهي عدتها في الحزن ..
تمنيت أن أستبدلَ وجه وسادتي
المنقوع برائحة الأحلام المغتالة
كي تولد من أرحامِ الأمسيات
أحلام كواعب لم يمسسها موت
وأقطع نسل افكاري بك ،
أعيش لا مبالية بما تفعل
تأكل ، تشرب ، تضحك ،
تتمتم ..
غير معنية بما تكتب
غير آبهة بما تكتم و تطلسم
وكنت على مرمى امنية
أعد قلبي للفراغ اللذيذ ..
شيء ما
ضرب في فؤادي
وأنا أرمي ما تبقى منك
في أتون النسيان
وجع ما..
يعبيء دلاء الخواء في ذاتي
يزلزل سكينتي المصابة بداء التوحد منذ هروبك الأجعد المتحضر ..
ينبش في أرض ذاكرتي العالقة
بآخر خطوة خلدتها أقدامك
انقباضةٌ ما.. تلج صدري كـلصٍّ حاذقٍ
يستخرج ما كنت أحاول إخفاءه
خلف كواليس المكابرات المتمردة
شعور ما..
يستفز الضجيج الناشب في مكابح صمتي
ها أنت تغض قلبك الجاحد عني
ممتطياً صهوة غيابك الطويل
كجدول صديانٍ جديب
بعد أن أصدرت حكم الفراق خنقاً حتى الموت
بعد أن خلعتني من وجدانك المتقهقر
وطردت الضمير خارج مناخ وجودك
بعد أن ألقيت علي ثعابين طراءتك..
وكسوتني بأسمال براءتك
بعد أن تجاهلت فوضى الإشتياق
واللهفة الراكضة على كورنيش قصائدك
تركتني لأحزاني كجذعٍ مسن
فقد حقه في النمو
واصطك واجماً أمام شتاءٍ مفترسٍ
سلبه آخر تغريدةٍ تلتها العصافير
على شهوة إصغائه
ترى.. هل نسيتك حقّا كما ظننت..؟
هل نفضتُ عن حجرة قلبي غبرة حبك
هل محوت وصمة انتظاري
من وجه مساءاتي الشاحبةِ جدا
وغسلت ليلي من هبوة حداده
كنت وما زلت غصة
كأنها ولدت للتو في حنجرة
لم ولن تنطق سوى حروف رحيلك
