الكاتب/ اسعد الدلفي
في عام 1988 شارك منتخبنا الاولمبي في اولمبياد سيؤول في كوريا الجنوبية, وكانت أهم حدث كروي في تلك الأيام, وكانت منتخبات اسيا وافريقيا وامريكا الشمالية تشارك بالمنتخبات الوطنية, اما اوربا وامريكا الجنوبية فتشارك بالمنتخبات الرديفة مع بعض النجوم, وكان العراق في مجموعة متوازنة مع (إيطاليا وزامبيا وغواتيمالا), وقد رشح النقاد ايطاليا والعراق للتأهل عن هذه المجموعة.
في المباراة الاولى فرط العراق بفوز مستحق على زامبيا, حيث كانت الافضلية لمنتخبنا مع إلغاء هدفين للعراق, لتنتهي المباراة بالتعادل 2-2 سجلهما احمد راضي وكريم محمد علاوي.
في المباراة الثانية حقق العراق فوز كبير على غواتيمالا بثلاث اهداف نظيفة سجلها أحمد راضي ومظفر جبار واسماعيل محمد, لكن فوز زامبيا المفاجئ على ايطاليا عقد الامور, مع ان منتخبنا التعادل مع ايطاليا يكفيه, لكن سيدخل الإيطاليون المباراة وهدفهم الفوز فقط,.. وهم متسلحين بنجوم الاندية الايطالية ومعروفين باللعب القوي..
كانت أفكار المدرب عموبابا التركيز على غلق الملعب بالاعتماد على خبرات ناطق هاشم وباسل كوركيس, وهما يجيدان اللاعب كارتكاز وصنع اللعب, وكانا متوهجين في أول مباراتين, اما كريم علاوي فلا يمكن إنكار ثبات مستواه في المنتخب وهو خير من يلعب على جهة اليسرى, ويمكن ان يلعب مدافع ايسر او وسط شبه ايسر.. مع الاعتماد على احمد راضي وليث وسعد وحبيب الرباعي الساحر الذي حقق نجاحات كبيرة عام 1988.
· اتصال عدي صدام الغريب
في ليلة المباراة وحسب تصريح بعض نجوم المنتخب, جاء اتصال من عدي رئيس الاتحاد للمنتخب العراقي, يبلغهم امر واجب التنفيذ وهو إبعاد ناطق هاشم وباسل كوركيس عن تشكيل مباراة ايطاليا والجلوس على المدرجات, مع جعل كريم محمد علاوي احتياطي , يجلس على الدكة, لم يصدق كل من سمع بالخبر, فلماذا يأمر رئيس الاتحاد بأبعاد أهم نجوم المنتخب والذين ترتكز خطة اللعب على وجودهم, فمن يمكن ان يغلق وسط الملعب غير ناطق هاشم وباسل كوركيس, لكن لا شيء امام المدرب عموبابا الا تنفيذ الامر والا اعتبر خيانة للوطن, وان خالف التعليمات يتم سجنه او إعدامه او اغتياله.
· وخسرنا اللقاء ضد إيطاليا
وخسرنا هذا اللقاء المفصلي بعد تنفيذ أمر عدي وخرجنا من البطولة مبكرا على خلاف توقعات النقاد وأهل الخبرة والصحافة الرياضية, وتحول نقد الصحف العراقية نحو المدرب عموبابا بسبب التشكيل الغريب الذي لعب به ضد ايطاليا, وضاع حلم العراقيين بالذهاب بعيدا في البطولة, مع جيل ذهبي كان الاقوى في اسيا والعرب عام 1988.
لكن عدي صدام تلاعب بالتشكيل وتسبب بالخسارة امام إيطاليا, والحسرة خيمة على كل بقاع العراق.
· سؤال كبير:
لماذا قرر عدي أبعاد ثلاث ركائز مهمة للمنتخب؟ مع ان خطة عموبابا ترتكز على هذا الثلاثي لضمان توازن المنتخب... هناك احتمالان للقضية :
الاحتمال الاول: كان عدي مخمورا أو يتعاطى مخدرات عندما قرر هذا القرار الغبي, والذي تسبب لاحقا بخسارة المنتخب وخروجه من البطولة؟
الاحتمال الثاني: كان عدي يدخل المراهنات الاسيوية والتي تشمل ليس فقط النتائج بل حتى من يدخل ومن يغيب في التشكيل؟ فكان يتلاعب بالمنتخب سعيا للفوز بالمراهنات؟ وهو امر عجيب لكن ليس بعيد عن شخص مثل عدي صدام.
ولا يوجد أي احتمال ثالث, فهو ما بينهما, حيث من سخرية القدر ان تكون الكرة العراقية تحت رحمة شخص مخبول مثل عدي.
