محمد محفوظ المختار - كاتب صحفي
من عادة من يحرص على المال أن يتفنن في جمعه و يقلل سبل صرفه ويضع الحواجز و"السدود" أمام مظان تدفقه، وينادي بذلك جهارا نهارا إن امتلك الشجاعة. أما إن فقدها فسيوحي بذلك التوجه لثلة من مقربيه وخلصاءه.
ومن الملاحظ أن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ليس من هذا الصنف من الرجال، بل على العكس هو قائد يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى إشراك أكبر قدر من المواطنين في ثروات بلادهم الموجودة في خزينة الدولة سواء كان ذلك بطريقة مباشرة عن طريق زيادات في الرواتب كما حدث اليوم مع القضاة وكتاب الضبط أو غير مباشر يتم على شكل توزيع مخصصات مالية معتبرة لمؤسسات تمد بها المواطن على شكل تمويل مشاريع أو مساعدات اجتماعية أو على شكل تأمين صحي شامل يجنب المواطن المشقة المادية للعلاج.
الهدف الأسمى لدى فخامة الرئيس أن يستفيد أكبر عدد ممكن من المواطنين من خزينة الدولة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وفي هذا النطاق جاءت الاكتتابات المتعددة في أهم القطاعات الإدارية وابتكرت أساليب "تسوية الوضعية" في مؤسسات الإعلام العمومي وميناء الصداقة والشركة الوطنية للماء والشركة الوطنية للكهرباء وهي خطوات توضح بما لا يدع مجالا للشك أن هناك رسالة غير مشفرة عنوانها الأبرز هو خزينة الدولة توجه للشعب كلما أتيحت الفرصة.. وهي رسالة لن ينكر أهميتها ومحوريتها في حياة المواطنين إلا مكابر.
