الفنانة مريم سراجي..حين تتحول الخطوط والألوان إلى رسائل تأمل ووعي

ثلاثاء, 12/09/2025 - 20:21

وكالة العرب: عبد المجيد رشيدي

تعد الفنانة التشكيلية والأستاذة مريم سراجي واحدة من الأسماء النسائية البارزة في المشهد الفني المغربي المعاصر، حيث نجحت في الجمع بين الإبداع الفني والعمل التربوي، لتمنح للفن التشكيلي بعداً إنسانياً وثقافياً يلامس قضايا المجتمع، البيئة، والهوية.

 

تنتمي الفنانة مريم سراجي إلى مدينة وجدة، حيث ازدهر حسها الفني منذ المراحل الدراسية الأولى، وقد تُوج هذا الشغف بمسار أكاديمي متين، انطلق من المدرسة العليا للفنون البصرية بالدار البيضاء (ESDAV)، ليتعزز في مركز مهن التربية والتكوين بطنجة، تخصص الفنون التشكيلية، إلى جانب تكوينات موازية في التكنولوجيا والتصميم الغرافيكي، هذا التعدد المعرفي مكنها من تطوير أسلوب فني متكامل ومتعدد الوسائط.

 

لا تقتصر إسهامات الفنانة مريم سراجي على الجانب الإبداعي فحسب، بل تتعداه إلى المجال التربوي، حيث تُعد فاعلة نشطة في تكوين وتأطير الناشئة، من خلال ورشات فنية ومشاركتها في تحكيم مسابقات محلية ووطنية، مثل يوم الأرض واليوم العالمي للبيئة، إلى جانب إشرافها على ورشات في الذكاء الاجتماعي والتواصل الفعال، واهتمامها بمجال العلاج بالألوان والطاقة الحيوية (Self Healing & Bioénergie)، والخط العربي.

 

شاركت الفنانة مريم سراجي في مجموعة من المعارض الفنية الوطنية، نذكر منها: مهرجان Street Art Happy Walles بمارينا السعيدية، المهرجان الدولي لثقافة الهيب هوب ببركان، والإقامة الفنية "Goutte à goutte" بفضاء جمعية Tzouri للثقافة و الفن بوجدة، كما كانت لها مساهمات مميزة في معارض جماعية مثل ألوان النغمات والفنون النسائية بوجدة، وتجارب في التنشيط الفني البيئي بمدينة طنجة.

 

الفنانة مريم سراجي تستوحي إلهامها من فن الـZentangle وأسلوب الواقعية، حيث تدمج بين الدقة الواقعية والتجريد العضوي في لوحاتها. تتداخل الخطوط المتشابكة، النقاط، والأشكال العضوية مع عناصر الواقع المعاش، لتخلق عوالم خاصة بها، تأخذ المشاهد في رحلة استرخاء نفسي وعلاج داخلي، فكل لوحة تحكي قصة فريدة تعكس التفاعل بين الواقع والخيال، بين ما هو محسوس وما هو مجرد، وتفتح نافذة على عالمها الداخلي الذي ينبض بالإحساس والتأمل.

 

هكذا تواصل مريم سراجي مسيرتها الفنية والتربوية بثبات وإبداع، مؤمنة بأن الفن ليس مجرد وسيلة للتعبير، بل أداة للتغيير وبناء الإنسان، من خلال ريشتها، تُحول الخطوط والاشكال و الالوان  إلى رسائل بصمت، وتُعيد تشكيل العلاقة بين الجمال والوعي، لتكون نموذجاً للفنانة الملتزمة بقيم الجمال، والمعرفة، والإنسان.

بقية الصور: 
Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطراف