
كيف تنجو بلادنا؟ (رؤية استراتيجية للعشرية القادمة)
عشر سنوات قادمة: إذا ظل التغيير الديموغرافي يتسارع بهذه الوتيرة في البلد، وظلت المجاهرة بالمنكرات على هذا النحو، وبقيت حركة التنصير بلا رادع، وواصلت العصابات والمجرمون نشر المخدرات واكتساح البلد بهذه البشاعة، وتواصلت أحداث الجوار وتفاعلاتها، واستمرت حالة الغبن والفقر والفساد الكاسح، فإنه إذا باتت الأمور على هذا المنحى فإن ارتدادات ذلك وتأثيره قد يحدث تغييرات جذرية بنيوية، ويهدد النسق العام، ويشكل خطرا على كينونة أي بلد أحرى بلد مترامي الأطراف، هش البنية، مشتت المشارب والأغراض، تجتاحه مادية مفرطة، ويفتقد الروح الجماعية، على قلة عدد السكان، هناك حالة أقل ما توصف به أنها ضعف الإحساس بالانتماء ونقص المواطنة، فالمسؤولون كثير منهم همه النهب والنهب ثم النهب، والمواطنون كثير منهم لا يراعي واجباته ولا حقوق وطنه عليه، بدءا بحق الطريق فتراه يرمي الأوساخ ويحتال على الشارع فيبني فيه ويضايق المارة، وإذا باع غش وإذا استورد اختار بضاعة مزورة أدوية كانت أو أغذية، هذه الغالبية دون تعميم فلا يزال في الناس خير، لكن الخيرين مقصيون ولا حظ لهم في الواجهة إلا قليلا،
وعليه فإنه يتوجب على رئاسة الجمهورية الإسلامية الموريتانية و الوزارة الأولى Premier Ministère و وزارة تمكين الشباب والتشغيل والرياضة والخدمة المدنية و وزارة الداخلية واللامركزية Ministère de l'Intérieur وغيرها من المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية وضع خطة استرايجية لحماية كيان الدولة وحفظ ما تبقى من قيم المجتمع واخلاقها، فإن القيم ترس ومجن وحصن يقي وحدة المجتمع ويحفظ تماسكه، ويساهم في استقرار البلد...
إن معالم هذه الخطة يجب أن تأخذ بعين الإعتبار عدة مسائل:
أولها: استشراف المستقبل والاحتياط من أسوأ الاحتمالات،
ثانيها: تحصين الجبهة الداخلية وتمكين المواطنين خاصة النخب المعربة فهم اكثر الناس ولاء للوطن وتشبعا بروح ثقافته،
ثالثا: محاربة الهجرتين الوافدة والصادرة فاما الهجرة الصادرة فتمنع بفتح فرص للحياة الكريمة ورفع القيود عن حرية التعبير، وتوزيع الثروات بمستوى أقل ظلما وأقل غبنا حتى لا اقول بعدالة فتعجزكم نظرا لتجذر الظلم والغبن المتراكم، واما الهجرة الوافدة فتحارب بتعزيز امن الحدود وتجنيد وتجييش الشعب للمساهمة في العمل ومحاربة تجار البشر والمسترزقين بالرشوة في هذا المضمار
رابعا: إعادة الاعتبار للمجتمع الأصلي والاستفادة من إيجابيات القبيلة ودرها التواصلي والاصلاحي وذلك بنشر روح المصالحة بين مجموعات وافراد القبايل والإيعاز للسياسيين بترك هذه المناكفات والصراعات القبلية المقيتة التي تفتت جهد الدولة وتهد.من كيانها وتنخر في جسدها تدريجيا
خامسا: التمسك بتعاليم الاسلام واغلاق اوكار التنصير، وإشراك المجتمع في محاربة التنصير ومحاربة الجريمة والاستفادة من دور طلاب العلم وأئمة المساجد الصادقين وشيوخ المحاظر والعلماء والمجتمع القروي والريفي واهل البدو وإطلاق حملات شاملة للتوعية والتحسيس
سادسا: محاربة اوكار الفحش والدعارة ومناطق نشر الرذيلة التي أضحت بلوى يجاهر بعض مرتكبيها ويكادون يتباهون بها،
سابعا: اعطاء عناية حقيقية للتعليم والصحة
ثامنا: تعزيز الاكتفاء الذاتي بدعم الزراعة والتنمية الحيوانية والصناعة
والله الموفق
محمد يحيى سيد أحمد البكاي القصري
