بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
الزواج ليس حدثًا عابرًا يُختصر في يوم الزفاف أو في لحظة توقيع العقد، بل هو رحلة عمر، أساسها الصبر، والمسؤولية، والتخطيط.
إنه مشروع مشترك بين رجل وامرأة، يقوم على بناء أسرة وتأسيس حياة مستقرة.
لكن هذه الرحلة لا يمكن أن تنجح بالحب وحده؛ فهي تحتاج إلى نفس طويل لمواجهة التحديات، وإمكانات مالية لتأمين الاستقرار والكرامة.
أولًا: النفس الطويل صبر على الطريق
الحياة الزوجية ليست مثالية دائمًا؛ فيها أفراح وأحزان، نجاحات وإخفاقات وهنا يظهر دور النفس الطويل:
الصبر على الاختلافات بين الزوجين
تحمل الضغوط اليومية ومشاكل الحياة
القدرة على التسامح وتجاوز الخلافات الصغيرة قبل أن تتحول إلى صراعات كبيرة
من دون الصبر، قد تتحطم أقوى العلاقات، لأن الزواج اختبار دائم لقدرة الطرفين على التنازل بحب والتعايش بوعي
ثانيًا: المال عمود الاستقرار الأسري
لا يمكن إنكار أن المال يلعب دورًا أساسيًا في استقرار أي أسرة. فالحياة اليومية تتطلب:
توفير السكن والاحتياجات الأساسية
تربية الأبناء وضمان تعليمهم وصحتهم
مواجهة الأزمات الطارئة بثبات وكرامة
الحب يمنح الدفء العاطفي، لكن المال يوفر الاستقرار المعيشي.
ومن دون هذا التوازن، تتحول الضغوط المالية إلى سبب رئيسي في الخلافات وربما الانفصال
ثالثًا: التوازن بين العاطفة والواقعية
الزواج يحتاج إلى مزيج متكامل:
حب يُنعش العلاقة ويمنحها معنى
صبر يحميها من الانكسار عند أول عاصفة
مال يؤسس قاعدة صلبة للاستمرار
إنّ أجمل حياة زوجية هي التي يُدرك فيها الطرفان أن الحب وحده لا يكفي، وأن النجاح لا يُبنى بالعاطفة فقط، بل أيضًا بالعمل الجاد، والتخطيط المالي، والقدرة على الصبر
الزواج مشروع حياة، لا ينجح إلا حين يجتمع فيه العاطفة والعقل، الحلم والواقع، الحب والنفس الطويل، والمال الذي يحفظ الكرامة
فمن أراد أن يدخل عالم الزواج، عليه أن يكون مستعدًا نفسيًا وماليًا، لأن بناء أسرة لا يعتمد على المشاعر وحدها، بل يحتاج إلى وعي، مسؤولية، واستعداد حقيقي لرحلة العمر
